مع دعوة الأنبياء



قال الله تعالى : ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)) سورة الأحزاب آية 7

لقد أخذ الله عليهم الميثاق والعهد في إقامة دين الله تعالى وإبلاغ رسالته.. إنهم أولو العزم من الرسل .. أولو الصبر والهمة ..

دعاة إلى الله.. نعم الدعاة ونعم القدوة .. فإمام الدعاة وسيد المرسلين والأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان آخر أولي العزم و لكنه تقدم عنهم بالذكر.. كيف لا وقد بعث للناس كافة ومعه المعجزة الخالدة ؟؟!! ...

جاء نورا ورحمة للعالمين .. صبر في دعوته وتحمل الأذى وهاجر من بلده مكة الحبيبة إلى قلبه في سبيل دعوته...

لم يفتر لحظة عن إبلاغ دعوته ودينه فأكرمه الله تعالى بالشفاعة للناس .. ونهر الكوثر يوم القيامة.

أما سيدنا نوح عليه السلام فقد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.. والنتيجة ما آمن معه إلا قليل... ولكنه لم يترك أسلوبا للدعوة إلا اتبعه مع قومه فدعاهم في الليل والنهار وفي السر والعلن... وقال استغفروا ربكم فما كان من قومه إلا أن جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ... وعندما صنعوا السفينة سخروا منه ... وابتلاه الله تعالى بزوجته وابنه الذي ناداه بحرقة الأب على ابنه يا بني اركب معنا ودعا ربه أن ابني من أهلي وان وعدك الحق.. ولكن حال بينهما الموج فكان من المغرقين...

وسيدنا إبراهيم الذي ألقاه قومه في النار... لماذا؟؟!!! لأنه حطم الأصنام التي كانوا يعبدونها... لم يستجب أبوه لدعوته ... وكان عليه السلام مناظرا لقومه مبينا لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الأصنام حينما رأى الكوكب بازغا فقال هذا ربي وكذلك الشمس والقمر... فبين خطأ قومه وضلالهم في عبادة الكواكب موضحا أن هذه الأجرام السماوية ما هي إلا من خلق الله تعالى.

سيدنا إبراهيم الذي امتثل لأمر الله عز وجل عندما ترك زوجته وابنه بواد غير ذي زرع عند بيته المحرم امتثالا للخالق في غير سؤال ولا جدال ...

وتمثل طائعا عليه السلام لله تعالى عندما هم بذبح ابنه إسماعيل فلذة كبده ... فقط لان الله أمره بهذا ... أي طاعة وأي صبر على الطاعة في إبراهيم الذي كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين.!!!!!

وموسى عليه السلام كليم الله الذي أرسل إلى من ادعى الألوهية إلى من قال أنا ربكم الأعلى .. فرعون وقومه فدعاهم وتحمل وصبر في سبيل دعوته.. ثم صبره على بني إسرائيل وجدالهم وكثرة أسئلتهم وجحودهم وتعنتهم وعدم استجابتهم لدعوته وكثرة طلبهم للدليل والمعجزة .. فآتاه الله المعجزات ..

وعيسى عليه السلام الذي أرسل إلى بني إسرائيل الذين لم يصدقوا أحدا من أنبيائهم.. فأرادوا قتله وصلبه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.

هذا فيض من غيض من دعوة أولي العزم من الرسل وصبرهم.

فأين أنت منهم ؟؟!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق