غرف الشيوخ ) . . . متى ؟ ( توصيف ومقترحات للإفادة من الانسبيك

ــ كلمة chat تعني محادثة شفوية ، وتستعمل للدلالة على إحدى التقنيات الإلكترونية الموجودة على الشبكة العنكبوتيةــ الإنترنت ــ والتي تُمكن أكثر من واحد من الاجتماع سويا في ( غرفة إلكترونية ) والتحادث فيما بينهم بالصوت والصورة ( فيديو ) والكتابة ، أو بالصوت والكتابة ، أو بالصوت فقط ، أو بالكتابة فقط.

ــ يعتبر برنامج الإنسبيك من أسهل البرامج من حيث الحصول عليه ومن حيث الاستخدام ، فهو مجاني يمكن تحميله من الموقع الذي يحمل اسم البرنامج inspeak.com في وقت يسير ـــ ربع ساعة لخط الهاتف العادي ـــ ، كما أنه سهل الاستخدام لا يستغرق وقت التعلم عليه أكثر من عشر دقائق لمن يعرف أساسيات الكومبيوتر .

ــ الوحدة الأساسية للإنسبيك هي الغرفة . والغرف منها الواسع الفسيح الذي يتسع لألف من الأفراد ومنها المتوسط الذي يسع خمسمائة من الأفراد ، ومنها ما يتسع لخمسين فقط ، ومنها ما هو دون ذلك ، وهذا العد ليس بالقليل ، فهو يزيد على من يحضرون الدروس العلمية في المساجد لمشاهير الشيوخ .

ــ في الغرفة يتكلم أحد الحضور وينصت الباقين أو يكتبون على الشاشة ( Text ) معلقين على ما يقال أو متحاورين فيما بينهم بعيدا عما يقال ؛ ويمكن لأي اثنين من الموجودين أن ينفردا في غرفة مجانية خاصة ليتحدثا سويا بشكل انفرادي .

ــ يمكن النقل بين الغرف بحيث يُسمع الحديث في وقت واحد في أكثر من غرفة .

لا بد من الأخذ في الاعتبار أن الفرد الموجود في الانسبيك موجود في بيته ولا بد أن غيره يسمع معه ، أي أننا يمكننا القول أن الموجودين في الغرفة ليسوا أفرادا وإنما هم أسر بأكملها .
ــ الغرف تكون في الغالب متخصصة في موضوع محدد ، ومن عنوان الغرفة يعرف تخصصها ، فمثلا ( الإسلام أم المسيحية ) هذه غرفة متخصصة في دعوة النصارى ورد شبهاتهم ، و ( أنصار آل البيت ) هذه غرفة متخصصة في الرد على الرافضة ، وغرفة ( المقاومة الاسلامية في فلسطين ) غرفة المجاهدين في فلسطين , و المعتاد انه لا يسمح داخل الغرف بالخروج على موضوع الغرفة .

ـــ تقنية الإنسبيك وما شابهه من برامج الدردشة تتيح التحدث للناس وهم في عملهم ، وهم في بيوتهم، وهم في المقاهي ـــ مقاهي الانترنت ـــ وهذا من رحمة الله بنا ، إلا أنها نعمة سارع إليها أهل الكروش والفروش ، وجلس دونها أهل الوضوء والصلاة إذ أن :

ـــ المستفيد الرئيسي من هذه البرامج هم أصحاب الفسق والفجور ، وأصحاب الأموال ، ودعاة التنصير ، فمن الملاحظ أن أكثر الغرف من حيث الاستخدام هي غرف الأسهم ، يليها مباشرة غرف التنصير التي تدعو للكفر بالله ، وتسب الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ـــ والغرف الإباحية .

ـــ جمهور الغرف الإسلامية من الشباب ، ومن صغار طلبة العلم ، وليس للشيوخ ــ حفظهم الله تعالى ـــ غرف خاصة على البالتوك ، يقتصر وجودهم على نقل محاضرات بعضهم من المساجد .

ـــ دعى احد الزملاء في الغرفة بعض المشايخ المعروفين ـــ ليلقي بعض الدروس في الغرفة ، وسرِّ الشيخ من الأمر جدا وألزم نفسه بالمجيء أسبوعيا لإلقاء محاضرة في الغرفة . فهل يجرب باقي شيوخنا ــ حفظهم الله ـــ ؟

ــ استثمار الانسبيك والإفادة منه في الدعوة إلى الله أيسر بكثير من المواقع المكتوبة ، وأحسب أنه يحقق فائدة جيدة في التحاور مع المحبين والمعترضين المشككين .

ـــ منذ وقت قريب لم يكن لنا سبيل للاتصال بالشيوخ إلا الجلوس بين أيديهم في حلق العلم ، أو من خلال الكاسيت ــ الذي لم يكن متاح لجميعهم ، ولم يكن متاح في جميع الأماكن ولا في جميع الأوقات ـــ ، ثم أقدم الشيوخ إلى الدخول إلى عالم الإنترنت وتأسيس مواقع خاصة بهم ، ساهمت هذه المواقع في نشر كتبهم ومحاضراتهم ، بل ومقالاتهم ، وأكثر من هذا نشأت ظاهرة المتابعة الإسلامية للحدث ، من حيث رصده وتحليله . ونشأت ظاهرة المقالات في المواقع التي ساهمت بلا شك في تطوير مستوى الطرح المكتوب من حيث الكم والنوع . فبعد انتشار ظاهرة ( مواقع الشيوخ ) متى نرى ( غرف الشيوخ ) أو متى نرى الشيوخ ـــ حفظهم الله تعالى من كل سوء ـــ في الغرف ؟
ــ وبعد نجاح تجربة المواقع : هذه بعض المقترحات أرغب فيها شيوخنا حفظهم الله في الإقدام على هذا الأمر . . . وهو ( غرف الشيوخ ) .

ـــ يمكن عمل غرفة خاصة بالشيخ يبث فيها دروسه العلمية فقط دون غيره من الشيوخ ، ولا يلزم أن تعمل الغرفة على مدار الساعة وإنما يمكن الاقتصار على ساعات من النهار أو الليل ، كما لا يلزم تواجد الشيخ باستمرار ، فيمكنه أن يوكل من يقوم بإدارة الطرح العلمي المطلوب في الغرفة ، ولا يحضر هو إلا من حين لحين ، أي تكون وظيفة الشيخ إشراف فقط كما هو الحال في المواقع .

ـــ أو تكون الغرفة متخصصة في نوع معين من الطرح ، مثلا طرح تربوي . . أو دعوي . . أو غير ذلك مما يروق له ، ويتناول كل الأطروحات التي في نفس الموضوع . الموافق منها لمنهج الشيخ لتأييده وتوضيحه ، أو المعارض منها لمنهج الشيخ لنقضه وتفنيده . وفي هذه الحالة لا يقتصر الطرح على نتاج الشيخ فقط وإنما يشترك معه إخوانه ممن هم في نفس تخصصه الدعوي .

ـــ التحاور المباشر بين الشيخ وبين محبيه أو مخالفيه يسهم بشكل أكثر في تقريب وجهات النظر بين تيارات الصحوة الإسلامية ، أو أجيال الصحوة الإسلامية .

ـــ يمكن ممارسة الدعوة الفردية في البالتوك في الغرف الخاصة ، ويمكن أيضا تكوين فريق عمل .

ـــ الشيوخ يكونون في مأمن من تطاول السفلة إذ أنه يمكن التحكم فيمن يتكلم وأيضا يمكن منع من شاء من دخول الغرفة مؤقتا أو مطلقا .

ــ في غرف الدردشة والنصارى والعلمانيين والروافض وأصحاب الخنا يصولون ويجولون ، وتواجد الشيوخ ساعات من نهار فقط ولأيام محدودة في الأسبوع وهم في بيوتهم بين أهليهم ، من شأنه أن يغير كفة الميزان ،فللأسماء المشهورة في حس الناس وقع كبير . فهل يقدم شيوخنا حفظهم الله ؟!

ــ كأني بغرف الدردشة صالات البيوت التي يستقبل فيها الشيوخ ضيوفهم من طلبة العلم ، مع الفارق في أن غرفة الدردشة أيسر مؤنة على الضيف وعلى المستضيف ، فكل في بيته بين أهله وكل جلوس في غرفة واحدة .

( غرف الشيوخ ) . . . متى ؟
( توصيف ومقترحات للإفادة من البالتوك )



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق